إشعاع الإبداع العربي: تتويج الفائزين في جوائز الموسيقى والتبادلات الإذاعية والتلفزيونية بمهرجان أسبو 2025

 

 في أجواء من الاحتفاء والتقدير للإنتاجات الإعلامية والموسيقية العربية، انتظم مساء الأربعاء 25 جوان/يونيو 2025، بمدينة ياسمين الحمامات التونسية، حفل توزيع جوائز المسابقة العربية للموسيقى والغناء، إلى جانب جوائز التبادلات الإذاعية والتلفزيونية، وتكريم أعضاء لجان التحكيم وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية.

وقد شكّل هذا الحفل مناسبة لتكريم الفائزين في مختلف المسابقات البرامجية ومنافسات التبادل والإنتاج المشترك في الإذاعة والتلفزيون لسنة 2025، إضافة إلى تقديم تحية تقدير لأعضاء لجنة تحكيم المسابقات بالدورة الحالية، اعترافًا بدورهم في تقييم الإنتاجات وتوجيه المسارات نحو الجودة والتميّز.

جوائز "بعيون عربية": المتاحف في الوطن العربي

في إطار صنف "بعيون عربية"، الذي تمحور هذا العام حول موضوع "المتاحف في الوطن العربي"، منحت الجائزة الأولى لبرنامج "أيقونة المتوسط: متحف باردو" من إنتاج الإذاعة التونسية، وهو عمل توثيقي جمع بين العمق التاريخي والطرح الإذاعي المبدع. 

أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب برنامج "المتحف المصري الكبير: حكاية وطن" من إنتاج الإذاعة المصرية، والذي تميّز بسرد فني وتاريخي حول واحد من أكبر المشاريع الثقافية في العالم العربي.

جوائز "اعلام العرب": العمل الخيري في صلب الإعلام العربي

في صنف إعلام العرب، الذي خصّص لموضوع "إعلام العمل الخيري في الوطن العربي"، أسندت الجائزة الأولى مناصفة إلى كل من برنامج "ظلال الرحمة" من إنتاج إذاعة سلطنة عمان، وبرنامج "إعلام العرب: خير العطاء" من إنتاج الإذاعة اللبنانية، تقديرًا للطرح الإعلامي الإنساني العميق لكلا البرنامجين. 

فيما ذهبت الجائزة الثانية إلى برنامج "أيقونة الإنسانية" من إنتاج الإذاعة القطرية، لتميزه في إبراز القيم التضامنية عبر عمل وثائقي محكم ومؤثر.

برامج تلفزيونية تسبر أغوار المهن والفنون والتراث

وفي صنف "في ربوع الوطن العربي – حرف ومهن"، توّج برنامج "شجعان منقب آثار" من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية بالجائزة الأولى، فيما حصد برنامج "الحائك القيرواني" من إنتاج التلفزة التونسية الجائزة الثانية، في تكريم لروح الحرف التقليدية والحفاظ على التراث المادي العربي.

أما في صنف البرامج الوثائقية: "رواد الفن والثقافة في الوطن العربي"، فقد فاز التلفزيون العراقي بالجائزة الأولى عن برنامج "رحال الشاعر كريم العراقي"، وهو عمل توثيقي استثنائي عن واحد من أبرز أعلام الشعر العربي المعاصر. 

فيما آلت الجائزة الثانية مناصفة إلى برنامج "حدث: الشابي قال" من إنتاج التلفزة التونسية، وبرنامج "مهرجان آلة العود" من إنتاج تلفزيون قطر، وذلك تقديرًا لمقاربتهما الفنية الرفيعة ولمساهمتهما في إحياء الرموز الثقافية العربية.

التبادلات الإذاعية والتلفزيونية: تميز جماعي وتفاعل عربي مشترك

تميّزت مسابقات التبادلات الإذاعية لسنة 2024 بتنوع في الفائزين، حيث حصدت الإذاعة التونسية الجائزة الأولى في التبادلات البرامجية الإذاعية، فيما كانت الجائزة الثانية من نصيب الإذاعة العراقية. 

أما في التبادلات الإخبارية الإذاعية، فقد أُسندت الجائزة الأولى إلى إذاعة صوت فلسطين، في حين نالت الإذاعة العراقية الجائزة الثانية.

وفي ما يخص التبادلات التلفزيونية، منحت الجائزة الأولى للتلفزيون العراقي عن التبادلات البرامجية التلفزيونية، وذهبت الجائزة الثانية إلى تلفزيون الكويت. 

كما فاز التلفزيون العراقي أيضًا بالجائزة الأولى في التبادلات البرامجية الشاملة، تلاه التلفزيون الكويتي بالجائزة الثانية، ما يعكس الحضور النوعي لهاتين المؤسستين في ساحة التبادل الإعلامي العربي.

جوائز المسابقة العربية للموسيقى والغناء: الأصالة والهوية في قالب فني رفيع

شكّلت المسابقة العربية للموسيقى والغناء، التي انتظمت من 27 إلى 29 ماي 2025، إحدى المحطات البارزة ضمن المهرجان، حيث شاركت فيها 11 أغنية وطنية تمثّل تجارب غنائية من مختلف أنحاء الوطن العربي.

وقد نالت الجائزة الأولى أغنية "كأن الدار ترثيني نوافذها" من إنتاج الإذاعة الأردنية، لما حملته من شحنة وجدانية وروح وطنية عالية، فيما فازت إذاعة سلطنة عمان بالجائزة الثانية عن أغنية "موطن الجلال"، التي جمعت بين الأصالة واللحن العاطفي العميق.

أما في صنف المقطوعات الموسيقية، فقد حازت الإذاعة المصرية على الجائزة الأولى عن عملها "موسيقى النضال"، الذي تميز بالقوة التعبيرية واللحن الثوري المُلهم، بينما أسندت الجائزة الثانية إلى الإذاعة الأردنية عن مقطوعة "ذكريات على الطريق"، التي امتزجت فيها الموسيقى بالشجن والحنين.

نحو إعلام عربي يثمّن الإبداع ويعزّز التكامل الثقافي

اختُتم الحفل في أجواء احتفائية كرّمت روح الاجتهاد والتميّز، وعزّزت قيمة التعاون العربي في مجالات الإعلام والموسيقى والإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. 

فقد مثلت الجوائز المسندة هذا العام أكثر من مجرد تتويج لأعمال متميزة، بل كانت بمثابة إشادة جماعية بمسارات إنتاجية ساهمت في ترسيخ القيم الثقافية والإنسانية، وجعلت من المنابر الإذاعية والتلفزيونية جسورًا للحوار والانفتاح.

وقد برزت روح التكامل بين الهيئات العربية الإعلامية من خلال التبادلات التي عكست ديناميكية حقيقية ورغبة صادقة في خلق مساحة إبداع مشترك، بعيدًا عن منطق المنافسة الضيقة. 

كما عبّرت المشاركات في المسابقة العربية للموسيقى والغناء عن قدرة الأصوات العربية على توحيد الوجدان ونسج الحنين والانتماء، من المحيط إلى الخليج.

أثبتت الدورة الخامسة والعشرون للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون أن الإعلام العربي قادر على التجدد، وأنه حين يجتمع على أرضية واحدة تُمنح فيه الكلمة للجودة والخيال والعمل الجماعي، تنفتح الآفاق نحو مشهد إعلامي عربي أكثر نضجًا وتأثيرًا. 

حفل التتويج لم يكن مجرد لحظة فرح عابرة، بل تجسيد حي لرسالة نبيلة مفادها أن العمل الإبداعي العربي يستحق أن يُحتفى به وأن يُدعم وأن يُروى بصوت واحد يؤمن بالهوية ويطمح إلى العالمية.