معرض الأسبو للتكنولوجيا والتجهيزات وسوق البرامج: نافذة عربية على الابتكار الإعلامي

 

في إطار فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، الذي نظّمه اتحاد إذاعات الدول العربية في المدينة المتوسطية ياسمين الحمامات بتونس، افتُتح يوم الثلاثاء 24 جوان/ يونيو 2025 معرض الأسبو للتكنولوجيا والتجهيزات وسوق البرامج، الذي يُعدّ أحد أبرز فعاليات هذا الحدث السنوي، حيث اجتمع تحت سقفه صناع القرار، والخبراء، والمؤسسات الإعلامية، وشركات التكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم العربي وخارجه، في تظاهرة تجمع بين العرض والتبادل والتكوين، والاستشراف.

دعم السياحة وتعزيز الحضور الثقافي العربي

وفي تصريح له إثر افتتاح المعرض، أكد وزير السياحة التونسي سفيان تقية على أهمية هذه التظاهرة التي جمعت أكثر من 80 مشاركًا، باعتبارها فرصة للاطلاع على آخر ما وصلت إليه التقنيات الحديثة في مجال الإذاعة والتلفزيون من تجهيزات ومضامين. واعتبر أن ما يُعرض في هذا الفضاء يعكس ثراء البلدان العربية في مجالات الإنتاج السمعي البصري، ويساهم في تسليط الضوء على المواقع الأثرية والثقافية والسياحية، في تونس وكافة أنحاء العالم العربي.

وأوضح الوزير التونسي أن تفعيل مثل هذه التظاهرات من شأنه أن يُعزز التعاون بين الهيئات الإذاعية والتلفزيونية، ويدعم الربط بين الإعلام والسياحة، مشيرًا إلى تنامي الإقبال العربي على الوجهة التونسية، من خلال فتح خطوط جوية جديدة مع بلدان عربية مثل العراق والسعودية، وهو ما يُعزز بدوره فرص الاستثمار الإعلامي والسياحي المشترك.

دعم الجامعة العربية للإعلام الرقمي والاتحاد كفاعل إقليمي

من ناحيته، أثنى الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي،  على الدور الريادي الذي يضطلع به اتحاد إذاعات الدول العربية، معتبرًا إياه مكوّنًا أساسيًا في دعم الإعلام الرقمي ومواكبة التحولات التكنولوجية.

وأشار إلى أن الاتحاد حقّق خطوات مهمة في التقارب الإعلامي العربي والتكوين المهني، من خلال أكاديميته التدريبية، كما تبنّى توجهًا تشاركيًا في التعامل مع المنظمات الدولية والاتحادات الإقليمية، بما يُعزز من إشعاع الإعلام العربي في السياق الدولي.

وشدّد خطابي على أهمية امتلاك العالم العربي لأدوات التكنولوجيا الحديثة ومفاتيح الذكاء الاصطناعي، كي لا يظل الإعلام العربي مجرد متلقٍّ بل يتحوّل إلى فاعل ونافذ ومؤثر على الساحة العالمية.

فلسطين في قلب المعرض والمهرجان

وفي سياق رمزية الحضور، عبّر المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني أحمد عسّاف، عن اعتزازه بمشاركة فلسطين في هذا الحدث الإعلامي البارز، مؤكدًا أن الوجود الفلسطيني في مثل هذه التظاهرات هو فعل مقاومة ثقافية وإعلامية، في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإعلام الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدف أكثر من 230 صحفيًا فلسطينيًا خلال العدوان الأخير.

وأكد عساف أن فلسطين كانت حاضرة بقوة في كل فعاليات المهرجان، وهو ما يُعبر عن عمق الدعم العربي للقضية الفلسطينية، ويؤكد أن الرواية الفلسطينية مازالت تجد صداها لدى الشعوب والمؤسسات الإعلامية في الوطن العربي.

تنوّع، انفتاح، وتواصل تقني رفيع

من جهته، أشار المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية المهندس عبد الرحيم سليمان، إلى أن المعرض استقطب أكثر من 80 عارض موزّعين على 100 جناحً، وهو ما يعكس استقرار التظاهرة وتطورها حتى بعد انتقالها من العاصمة إلى الحمامات.

ونوّه سليمان بالتنوع اللافت للمشاركات، التي شملت شركات مصنّعة للتجهيزات التكنولوجية، ومؤسسات إنتاج وتوزيع البرامج، وهيئات إذاعية وتلفزيونية عربية ودولية. 

وأكد أن نسبة 35% من العارضين ينتمون إلى دول غير عربية، مثل فرنسا، الصين، تركيا وألمانيا، مما يعكس الطابع الدولي للمعرض وانفتاحه على التجارب العالمية.

كما أبرز أن المعرض يشمل أحدث التجهيزات المرتبطة بالبث الفضائي والرقمي، بالتعاون مع منصات بث عالمية مثل العرب سات، النايل سات، الترك سات ويوتلسات، مشيرًا إلى أن الفعالية تستمر على مدار ثلاثة أيام ضمن فعاليات المهرجان.

فضاء لقاءات وتبادل وتكوين

أما رئيس قسم الإرسال باتحاد إذاعات الدول العربية محسن غمام، فقد وصف المعرض بأنه فضاء ديناميكي متعدد الأبعاد، يتيح اللقاء بين المبدعين والمهنيين من مختلف الدول، ويُشكل منصة حقيقية لتبادل الخبرات والاطلاع على آخر الابتكارات التكنولوجية في مجالات الإنتاج، والبث، والتقنيات السمعية البصرية.

وأشار إلى أهمية الندوات والمؤتمرات التقنية التي أُقيمت على هامش المعرض، وعلى رأسها الندوة الخاصة بالذكاء الاصطناعي وتوظيفه في الإذاعة والتلفزيون، والتي سمحت للمشاركين بالتعرف على آخر ما تم تطويره في هذا المجال الحيوي.

وشدّد على أن سوق البرامج ظل من المحطات المحورية في المعرض، حيث التقت الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية لتبادل الإنتاجات من مسلسلات وأفلام وبرامج، مؤكدًا أن المعرض في دورته الـ25 حقق أهدافه من حيث الترويج والتواصل المهني والإبداعي، وأن ردود الفعل من الزوار والعارضين جاءت إيجابية ومحفّزة.